الأخبار المتعلقة
كتب. محمد الروبي ومحمد جمال|
يواجه سوق السيارات ضربات متتالية خلال الفترة الحالية، بدأت بإلزام البنك المركزي الوكلاء والمستوردين بالعمل بالاعتمادات المستندية، تبع ذلك اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وأخيرًا ارتفاع سعر الدولار.
يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال السوق يعاني بسبب أزمة نقص الرقائق الإلكترونية، وارتفاع تكلفة شحن السيارات؛ ما ساهم في حالة جنون بأسعار السيارات الزيرو في السوق المصري، بدأت في مطلع مارس 2022.
ارتفاع أسعار السيارات الجديدة وقلة السيارات المعروضة وتأخر مواعيد التسليم، بدأ ينعكس صداه على سوق السيارات المستعملة، الذي شهد ارتباكًا في التسعير أكثر مما اعتدنا عليه.
قال أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، ورئيس لجنة فض المنازعات بالشعبة العامة للسيارات، إن زيادة أسعار السيارات الجديدة تنتقل بالتبعية وبصورة آلية إلى سوق السيارات المستعملة.
ودلل على ذلك بلجوء العديد من مشتري السيارات الجديدة إلى شراء السيارات "كسر الزيرو"، والتي يتم تحديد سعرها وفقًا لأسعار السيارات الجديدة، وهكذا يرتبط السوق ارتباطًا وثيقًا، وكأنه دائرة واحدة.
أضاف أبو المجد أن زيادات أسعار السيارات الجديدة تتراوح بين 5-10%، ولكن لا يمكن تحديد نسبة الزيادة الصحيحة في أسعار السيارات المستعملة، لأن كل سيارة ولها ظروفها الخاصة بها.
وأوضح أنه لا يمكن تعميم نسبة زيادة محددة، مشيرًا إلى تفاوت زيادات المستعمل، وأكد أن الجميع لديه حرية شخصية تسعير سيارته بالنهاية، ولكن " اللي بيبيع رخيص هيشتري رخيص، واللي بيبيع غالي هيشتري غالي ".
ونصح أبو المجد حاجزي السيارات الجديدة بعدم التسرع وبيع سياراتهم المستعملة قبل استلام السيارات الجديدة، بسبب احتمالية حدوث تأخيرات في مواعيد التسليم، وعلل ذلك بأنه هذه هي الحكمة، فقد يبيع المالك سيارته المستعملة، وخلال أيام بعد بيعها يزيد سعر السيارة التي ينوي شرائها ضمن موجات ارتفاع الأسعار، وعلى المالك آنذاك تحمل الفارق بالكامل.
من جانبه أكد العميد إبراهيم اسماعيل، المدير التنفيذي لأسواق السيارات المستعملة بمحافظة القاهرة سابقًا، أن سوق السيارات الجديدة يشهد منذ فترة ارتفاعات بصورة شبه شهرية، الأمر الذي جعل سوق المستعمل بوضع حرج نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها اليوم.
وأضاف إسماعيل، إلى أن مصر الدولة الوحيدة التي تشهد زيادة بأسعار السيارات المستعملة بصورة مبالغ فيها، نتيجة للظروف الراهنة بأسعار السيارات الزيرو على خلفية قلة المعروض وزيادة أسعار الشحن ونقص الرقائق وتفشي متحور أوميكرون، فضلًا عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ونصح إسماعيل المقبلين على الشراء قائلا: "اليوم أفضل من الغد"، نظرًا لأن الوضع الاقتصادي في العالم أجمع صعب للغاية، والقادم أصعب، وانفراجة الأسعار بسوق السيارات المحلي بشكل خاص سوف تستغرق فترة طويلة.
ووجه إسماعيل نصيحة أخرى للبائعين لشراء الزيرو، إذا كنت تملك سيارة انتظر حتى تتضح الرؤية، خاصة إذا كانت سيارتك تفي بالغرض ولا يوجد بها مشاكل.
ويرى كريم عبد العظيم، مالك معرض سيارات برايڤ درايڤ، أن الزيادات في أسعار السيارات المستعملة تتراوح بين 25-30% وذلك مقارنة بسعر السيارة في الظروف الطبيعية.
وأكد عبد العظيم أن سوق السيارات المستعملة يتحرك مع أسعار السيارات الجديدة، ويرتبط بزيادة الأسعار والأوفر برايس.
واستكمل كريم أن السوق عرض وطلب، وأن بائعي السيارات "يركبوا الموجة" خلال تسعير السيارات، ولكن في حالة الشراء الحقيقة تكون هنالك مفاوضات في أغلب الحالات.
وطالب بائعي السيارات المستعملة بتسعير السيارة وفقًا لسعر السوق، وعدم الانسياق وراء التسعير الخاطئ على صفحات الإنترنت، بسبب إيمان نسبة كبيرة من بائعي السيارة بضرورة وضع أسعار خرافية، لمحاولة تفادي المماطلة والجدل مع المشتري في قيمة السعر النهائي للسيارة.
وأردف أن سوق المستعمل شهد تحرك ملحوظ ومبشر في النصف الثاني من يناير وخلال فبراير بأكمله وبالنصف الأول من مارس، ولكنه يتوقع ركود السوق في النصف الثاني من مارس، على أن يعاود التحرك مجددًا في النصف الثاني من شهر رمضان المُبارك وحتى نهاية عيد الفطر.
ووصف كريم في ختام تصريحاته تسعير السيارات الجديدة بأنه " مُخالف للواقع "، وأن وضع الأوفر برايس أصبح "سخيف" ولعبة احتكارية لمن يملك الأموال الطائلة.