الأخبار المتعلقة
كتب. أيمن صبري|
اشتعلت، مساء الثلاثاء، سفينة شحن ترفع علم بنما كانت محملة بآلاف السيارات في بحر الشمال بالقرب من السواحل الهولندية، أثناء رحلتها من ميناء بيرمنهافن بألمانيا إلى ميناء بورسعيد بمصر.
تسبب الحريق الذي أفادت السلطات الهولندية أنها لا تزال تحاول احتوائه، في وفاة أحد الأفراد وإصابة العشرات من طاقم السفينة بجروح واختناقات، فيم اضطر آخرون للقفز في المياه للنجاة بحيواتهم.
كانت سفينة الشحن محملة بـ2.857 سيارة بينها نحو 25 سيارة كهربائية بالكامل، وبحسب تقارير أولية فإن الشرارة الأولى للحريق بدأت من إحدى السيارات الكهربائية.
السيارات الكهربائية والحرائق
لم يكن ذلك الحادث الأول الذي توجه فيه أصابع الاتهام لسيارة كهربائية، إذ سبق واشتعلت سيارات على نحو مختلف بعضها أثناء السير والبعض الآخر أثناء توقفها، وكانت مصر شاهدة على احتراق سيارة فولكس فاجن ID.4 الكهربائية في 2022.
واضطرت العشرات من شركات السيارات على رأسها بينها بي إم دبليو الألمانية وشيفرولية وتسلا الأمريكيتين في العام الماضي فقط، إلى استدعاء مئات السيارات بأسواق العالم بسبب مخاطر الاشتعال.
وسجلت السلطات الأمريكية في سبتمبر 2021 فقط بحسب وكالة "رويترز" أكثر من 12 حريقًا بسبب سيارات كهربائية لعلامة تجارية واحدة، كما تفحمت حافلة كهربائية لعلامة أخرى في يوليو 2022، ما أجبر شركة النقل على إيقاف أسطولها الكهربائي بالكامل.
وفي نهايات العام الماضي، اضطرت سلطات مدينة كيبيك الكندية إلى إخلاء ما يقرب من 300 شقة سكنية، بسبب احتراق سيارة كهربائية أثناء توقفها في ساحة انتظار أسفل أحد المباني السكنية.
حادث آخر كان بطله سيارة "هيونداي أيونيك 5" حيث احترقت خلال الشحن في جزيرة جيجو الكورية وفق ما نقلت وكالة الأنباء "يونهاب" الكورية، وأعلنت السلطات هناك أن الحريق لم تنتج عنه إصابات بشرية.
ما السبب وراء تلك الحوادث المتكررة؟
تشير تقارير الوتيرة المتسارعة التي تتبناها شركات السيارات ومن ورائها حكومات الدول الداعمة لحماية المناخ، للتحول إلى السيارات الكهربائية قد يكون واحدًا من أبرز الأسباب لتزايد تلك الحرائق.
وبحسب موقع "أوتو بلوج" المتخصص في صحافة السيارات، فإن الاعتماد على بطاريات الليثيوم أيون بالوقت الحالي في غالبية إن لم يكون كافة السيارات الكهربائية يفسر السبب وراء الاشتعالات الغامضة والمفاجئة.
يوضح "أوتو بلوج" أن هذه البطاريات ذات طبيعة خاصة وأي خلل في التعامل معها أو مع استخدامها في بيئة غير معدة لها مثل الدول الأكثر حرارة، قد ينتج عنه اشتعالها بشكل سريع وقاتل.
ويتماشى تفسير الموقع الأمريكي، مع بيان أصدره وكيل فولكس فاجن بمصر بعد اشتعال ID.4 العام الماضي، والذي أوضح فيه أن تقديم السيارات الكهربائية بالسوق يحتاج إلى دراسة كاملة، تشمل فى البداية اختبار هذه النوعية من السيارات في ظروف التشغيل الحارة والمختلفة الخاصة بالمنطقة.
كيا تقول كلمتها في اشتعال السيارات الكهربائية
قالت شركة كيا موتورز الكورية الجنوبية عبر موقعها الرسمي بشبكة الإنترنت، إن المصنعون لابد أن يتبعوا معايير تصميم محددة تضمن أمان السيارة حيث أن مصدر الطاقة في السيارة يمثل مصدر خطورة، وتعمل الشركات المصنعة على تطوير ضمانات السلامة اللازمة لمقابلة مثل هذه المخاطر.
نطاق درجات الحرارة
وفقًا للشركة الكورية فإن بطاريات الليثيوم-أيون العادية تعمل في نطاق ضيق لدرجات حرارة تتراوح بين 15 إلى 45 درجة مئوية، بينما تصمم السيارات الحديثة للعمل في درجات حرارة تتراوح بين 30 درجة مئوية تحت الصفر إلى 50 درجة مئوية {1}، والبقاء في إطار درجات الحرارة المذكورة أمر ضروري. ومن المحبذ استخدام التبريد بالسوائل أو الهواء، والحكم في التبريد ورصده لضمان سلامة البطارية، والسيارة، والركاب.
الحرارة المفرطة
جميع البطاريات الأكبر حجما وذات الخلايا المتعددة أو مجموعة البطاريات ذات السعة المكثفة مُعرّضة للحرارة المفرطة. وكل خلية في البطارية تحتوي على إلإليكترولايت سائل قابل للالتهاب يمكن أن يحترق إذا حدث ماس كهربائي في الخلية، ويزداد الضغط مع تزايد سرعة السيارة.
الحرارة المفرطة قد تؤدي إلى تفاعل تسلسلي لا يمكن إيقافه يُسبب الحريق في درجة الحرارة 60 درجة وما فوق، وتحاول شركات صناعة السيارات استحداث عدة طرق لمنع أو التخفيف من أثر الحرارة المفرطة في السيارات الكهربائية.
الإلكترولايت
الإلكترولايت في بطاريات الليثيوم-أيون، والذي يحتوي على مواد قابلة للاشتعال وكيماويات ضارة، يمكن أن يتسبب في حريق في ظل ظروف معينة.
وتحاول شركات صناعة السيارات معالجة هذه المشكلة عن طريق تقسيم البطارية إلى خلايا صغيرة تفصل بينها "حوائط نارية" مما قد يُساعد، على أقل تقدير، في تأخير انتشار الحريق للخلايا المجاورة.
نادرة الحدوث ولكن يصعب مكافحتها
يفيد بحث أجرته شركة "أوتو انشورنس إيه زد" (AutoinsuranceEZ) ونشر نتائجه موقع "CNBC" الأمريكي، أن المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات لديها فرصة بنسبة 0.3% فقط للاشتعال، مقارنة بنسبة 1.5% للسيارات التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي.
أما السيارات الكهربائية الهجينة، التي تحتوي على بطارية عالية الجهد ومحرك احتراق داخلي، فلديها احتمال بنسبة 3.4% لحدوث حرائق في المركبات وفقًا للدراسة.
وبالرغم من ذلك، عندما تحدث حرائق المركبات الكهربائية التي تحتوي على بطاريات أيونات الليثيوم فإن الحريق يكون أكثر شدة وأسرع، ويتطلب مزيدا من المياه للوصول إلى الإطفاء النهائي، كما تقول ساتكليف.
