كتبت. شاهيناز حسين |
إنظر إلى سيارات فيراري الحالية وسيكون بإمكانك رؤية الأرقام والهندسة والرغبة في ترجمة القوة إلى جمال فائق، سيمكنك حتماً رؤية سيارة ذات تفاصيل محسوبة وأبعاد تأخذ في الحسبان مقاومة الهواء، أكبر أدلة على ذلك سيارات مثل فيراري SF90 Stradale التي تصرخ بالقوة والشراسة وF8 Tributo الجميلة ولكن السريعة في آن واحد. فيراري لديها هذا الجانب المثير من السيارات الرياضية الفائقة، ولكن في الوقت ذاته هناك جانب آخر لفيراري، ربما كان مسيطراً عليها في منتصف القرن العشرين بشكل كبير، الجانب الذي يريد إنتاج سيارات جميلة ولكن مستعدة للطرق أيضاً، ومن هنا ركزت الشركة الإيطالية الأيقونية في تلك الحقبة على صناعة سيارات GT ما يطلق عليها الأمريكيون Grand Tourer وهي السيارات التي تمنح سائقيها الفرصة للقيادة لمسافات أطول على طرق عامة.
حقبة الخمسينيات والستينيات بشكل عام كانت من أكثر حقبات التصميم والثقافة الإيطالية الحديثة ازدهاراً، كان العالم بأكمله يضع عينه على الفن والجمال والتصميم والأفلام وحتى السيارات الإيطالية. في تلك الفترة أصدر المخرج الإيطالي الشهير فيديريكو فيليني الفيلم الإيطالي الأكثر شهرة La Dolce Vita أو «الحياة الجميلة» تحديداً في عام ١٩٦٠، وفي نفس الفترة طرحت فيراري سيارات من قطاع GT مثل 250 GT و275 GTB وهي من أجمل سيارات فيراري وأكثرها نجاحاً على مدار الأعوام.
الآن تعود فيراري إلى تلك الحقبة مرة أخرى من خلال إعادة التفكير في هذا القطاع وطرح فيراري روما Roma. من النظرة الأولى فإن السيارة جميلة. أعلنت عنها الشركة مؤخرا في حدث خاص في العاصمة الإيطالية التي تحمل اسمها، تحت شعار la Nuova Dolce Vita أو الحياة الجميلة الجديدة في إشارة إلى تلك الحقبة وما تحمله من معاني جمالية أخرى. الجمال بالطبع ليس القيمة الوحيدة التي تتمحور حولها روما، فالسيارة تحمل محرك V8 الأمامي وهي كوبيه، محركها من سعة ٣٨٥٥ سي سي قادر على توليد قوة ٦٢٠ حصان عند ٧٥٠٠ لفة محرك في الدقيقة وعزم دوران ٧٦٠ نيوتن متر عند ٥٧٥٠ لفة محرك في الدقيقة. يمكن للسيارة الوصول إلى سرعة قصوى هي ٣٢٠ كم/س بينما يمكنها التسارع من الثبات وحتى سرعة ١٠٠ كم/س في ٣,٤ ثانية والوصول من صفر الى ٢٠٠ كم/س في ٩,٣ ثوان.
تصميم روما هو أحد أكثر تصميمات فيراري الحديثة بساطة بالفعل، يمكن وصف خطوطها بأنها خطوط نظيفة من الأمام ونحو الخلف، وتنساب إلى جانبيها المرايا الجانبية الرفيعة، المصابيح أيضاً تلعب دوراً كبيراً في رسم هذا الشكل الانسيابي، بينما تستحوذ المقدمة على مساحة أكبر بينما الجزء الخلفي من السيارة أقل طولاً وأكثر ارتفاعاً وأقرب إلى السقف المنحني نحو الخلف.