الأخبار المتعلقة
كتب. أشرف كاره |
بالرغم من ما شهده سباق المجر من مجريات عادية جداً بشكل عام – بخلاف اللفات الثلاث الأولى التى إتسمت بالحماسية العالية لدى كافة المتسابقين بسبب إستراتيجيات الفرق لتغيير الإطارات – إلا أن الحدث الأبرز وكعادته هو سيطرة لويس هاميلتون مرسيدس على مجريات كل من التجارب الحرة والتأهلية مع تحقيق الزمن القياسى الجديد لسرعة اللفة الواحدة على الحلبة وكذا تصدر مركز الأول للإنطلاق ، ومن ثم حصده للقب الفوز بالسباق وكذلك نقطة اللفة الأسرع الإضافية .. وكأنه كان فى حالة قيادة طائرة أرضية بأجنحة خاطفة ومحلقاً خارج سرب المنافسين جميعهم.
التجارب الحرة:
لم تشهد التجارب الحرة لجائزة المجر الكبرى زخماً فى مجرياتها كما شهدت الجولتين السابقتين بالنمسا، وخاصة مع الوتيرة غير المستقرة بين الأولى والثانية منها ليوم الجمعة، ثم الثالثة لصباح السبت. حيث جاءت التجارب الحرة الأولى مع أجواء جافة لسطح الحلبة ولم تتعد سوى جس النبض .. والتى إنتهت بتصدر متسابقى فريق مرسيدس مع هاميلتون & بوتاس على التوالى، تلاهما متسابقى فريق رايسينج بوينت الذى لقب هذا الموسم بفريق مرسيدس الوردى بسبب تطابق سيارته مع سيارة فريق مرسيدس بالموسم السابق ولكن مع إختلاف اللون، فيما جاءت التجارب الحرة الثانية ماطرة والتى قلبت الموازين بشكل شبه كامل ، ولم ينتج عنها قراءات واقعية لحالة الفرق والحلبة ، ولتنتهى بتصدر سبستيان فيتيل فيرارى متبوعاً بكل من بوتاس مرسيدس وساينز ماكلارين.
ومع الوصول إلى التجارب الحرة الثالثة لصباح يوم السبت، عاود متسابقى فريق مرسيدس فى ممارسة هوايتهما بالتصدر ولكن مع تبدل المواقع ليتصدر بوتاس متبوعاً بـ هاميلتون ، وليأتى من خلفهما سيرجو بيريز رايسينج بوينت ، فيما حسن فريق فيرارى من تأديته – بالمقارنة بالجولتين السابقتين ليأتى شارل لوكلير رابعاً.
التأهيلات:
مع إعلان مراقبى السباق أن هذه التأهيلات سوف تشهد إحتمالية سقوط أمطار بنسبة 90% وهو ما لم يحدث بالنهاية ، فقد أدى ذلك لمسارعة المتسابقين إلى تقديم أعلى مستويات أداءهم – بشكل عام – خلال الفترات الثلاث للتأهيلات مع مستويات للقيادة مفعمة بالحماسة العالية ، حيث كان أهم ما ميز القسم الأول منها هو الأداء غير المتوقع من متسابق فريق وليامس الإنجليزى .. جورج راسيل الذى تأهل للقسم الثانى من التأهيلات وليتمكن من تحقيق مركز الإنطلاق الثانى عشر ، أما متسابقى فريق مرسيدس فقد عاودا تحليقهما من جديد وليتمكن هاميلتون خلال هذا القسم من كسر الرقم القياسى لسرعة الدوران على حلبة المجر – المسجل سابقاً بإسم ماكس فيرستابن والغريب بإطارات متوسطة – صفراء – Medium مع زمن بلغ 1:14.261 دقيقة ، أما القسم الثالث من التأهيلات الرسمية .. فقد أكد متسابقى فريق مرسيدس تصدرهما من جديد لمركزى الإنطلاق الأول والثانى مع هاميلتون وبوتاس على التوالى وليكسر هاميلتون رقمه القياسى للفة الواحدة على الحلبة من جديد مع زمن بلغ 1:13.447 دقيقة ولكن هذه المرة مع إطارات حمراء لينة – Soft ، وليأتى بخط الإنطلاق الثانى متسابقى فريق رايسينج بوينت ولكن هذه المرة مع إنطلاق لانس سترول ثالثاً وسيرجو بيرز رابعاً ، أما فريق فيرارى فقد جاء ليحتل صف الإنطلاق الثالث مع فيتيل خامساً ولوكلير سادساً ، فيما تراجع أداء ماكس فيرستابن ريدبل خلال هذه التجارب الحرة والتأهيلات حيث لم يتمكن من الوقوف بأفضل من مركز الإنطلاق السابع إلى جانب متسابق فريق ماكلارين لاندو نوريس الذى حل بمركز الإنطلاق الثامن ، ليأتى زميله بفريق ماكلارين ساينز لينطلق من المركز التاسع ، وليأتى بيير جازلى ألفا تاورى لينطلق من المركز العاشر.
سباق الأحد:
شهدت إنطلاقة سباق الأحد عدة مفاجأت أثرت بدورها نسبياً فى مجريات السباق ، فمع توجه السيارات للإصطفاف بمواقع الإنطلاق أدت أرضية الحلبة المبتلة من إثر الأمطار التى تساقطت بصباح الأحد ثم توقفت إلى إنزلاق سيارة ماكس فيرستابن ريدبل وإصطدامه بالحواجز الجانبية مما أدى لتضرر الجناح الأمامى للسيارة وتعليق العجلات الأمامية من جهة اليسار ، وهو الأمر الذى بذل فيه مهندسى الفريق مجهوداً خارقاً بمدة لا تزيد عن 10 دقائق لإعادة السيارة إلى طبيعتها قبل إنطلاقة السباق مباشرة ، بل وجعلها فى حالة ممتازة أهلت فيرستابن لإنهاء السباق بالمركز الثانى منطلقاً من المركز السابع ودون أية مشاكل ميكانيكية.
أما إنطلاقة السباق فقد شهدت تجهيز كافة السيارات بالإطارات الخضراء intermediate وهى المخصصة للطرق المبللة بشكل نسبى ، إلا أن عضوى فريق هاس مع كل من كيفين ماجنسون ورومان جروجان قد سارعا مع اللفة الأولى للدخول إلى منصة الفريق لإستبدال الإطارات بأخرى لينة وهو ما تسبب بشكل مباشر فى تحسن مركزهما بنهاية السباق .. حيث إنطلق ماجنسون من المركز السادس عشر وتمكن إنهاء السباق بالمركز التاسع مع تحصيل نقطتين ، فيما إنطلق جروجان من المركز الثامن عشر وأنهى السباق بالمركز الخامس عشر بلا نقاط.
من ناحية أخرى تحسن أداء متسابقى فريق فيرارى نسبياً عن السباقين الماضيين ، إلا أن إستراتيجية إستبدال الإطارات بالفريق لم تخدمهما جيداً مما تسبب بإنهاء فيتيل للسباق بالمركز السادس محرزاً لثمانية نقاط فقط ، فيما تراجع لوكلير للمركز الحادى عشر بنتيجة السباق ليخرج منه مع صفر نقاط.
الحدث الأبرز بالسباق هو تحليق لويس هاميلتون مرسيدس متصدر السباق منذ إنطلاقته لدرجة أنه إستطاع إكمال لفة كاملة على كافة المتسابقين حتى المركز الخامس ، وهو ما أعطى له الفرصة قبل نهاية السباق بثلاثة لفات لتغيير إطاراته لمرة أخيرة إضافياً – بأخرى لينة حمراء Soft دون خسارة مركزه الأول بقيادة السباق ، بل وتحقيق نقطة اللفة الأسرع بالسباق الإضافية ، فيما حل عضو الفريق الثانى فالتيرى بوتاس بالمركز الثالث بعد تعويض فقدانه لمركز الإنطلاق الثانى ببداية السباق بسبب فقدان "الإنطلاقة" على مقود سيارته وتقهقره للمركز السابع .. ليعاود المنافسة بشراسة مقترباً من فيرستابن باللفات الأخيرة للسباق الذى تمكن من الوصول للمركز الثانى، إلا أنه لم يتمكن من تخطيه ، ولينهى السباق ثالثاً خلف ماكس فيرستابن ريدبل.